المسلسل الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على القدس وطمس هويتها (3-3)

المسلسل الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على القدس وطمس هويتها (3-3)

  • المسلسل الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على القدس وطمس هويتها (3-3)

اخرى قبل 4 سنة

المسلسل الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على القدس وطمس هويتها (3-3)

د.عبد الرحيم جاموس

 

غير آبهة بردات الفعل العربية والإسلامية والدولية الخجولة، والتي لم تتجاوز مثلث (الشجب والإدانة والاستنكار) وإذا لم تنتقل ردة الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية إلى ساحة المواجهة الفعلية، فإن سلطات الإحتلال سوف تستمر في مواصلة خططها الرامية إلى تدمير المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وإقتلاع السكان العرب وإفقادها هويتها العربية الإسلامية، حتى يتسنى لها تشييد رموز توراتية مكانها لتدعم بها أساطيرها، التي تقول بوجود هيكل سليمان مكان أو أسفل الأقصى، وأن فلسطين أرض الميعاد تتوفر على مقدسات يهودية في تلك الأرض المقدسة، علماً أن كافة الأبحاث التاريخية الموضوعية وأعمال التنقيب التي قامت بها سلطات الإحتلال نفسها، لم تثبت أي من هذه الإدعاءات الباطلة، في هذا السياق الإجرامي الذي يستهدف القدس، مقدسات وسكان وهوية، يأتي قرار الرئيس دونالد ترامب وصفقته وبعد مئة سنة بالضبط من سقوط القدس تحت الإحتلال البريطاني في 06/12/1917م ليعلن يوم 06/12/2017م إعترافه وإعتباره مدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وإقراره نقل سفارة بلاده إليها، ورغم أن هذا الإعلان والقرار الأمريكي لا يلغي حقاً ولا ينشيء حقاً، وإنما يكشف أن القوى الإستعمارية لا زالت تواصل سياساتها وإستهدافها لفلسطين الأرض والمقدسات ومدينة القدس لذاتها ولما تمثله تجاه عموم المنطقة العربية.

إن المسألة اليوم قد وصلت مرحلة الخطر والحسم، ففي ظل إنشغال العرب بالحروب والصراعات والنزاعات التي فجرها (الربيع العربي) تجد إسرائيل الفرصة السانحة لإكمال مخططاتها، فلابد أن يدرك العرب والمسلمون أن المأساة تتعمق وتتجذر يوماً بعد يوم مالم يقدموا على خطوات عملية فاعلة ورادعة للكيان الصهيوني وللسياسات الإستعمارية الأمريكية التي كشف عنها إعلان الرئيس الأمريكي وصفقته المزعومة للسلام (صفقة القرن)، لوقف مسلسل إجراءاته الجهنمية بداية من الدول التي ترتبط بإتفاقات سلام مع الكيان الصهيوني، والدول التي تقيم معه علاقات تمثيل علنية أو سرية، وإتخاذ إجراءات عملية تتجاوز بيانات الشجب والإستنكار والإدانة، بدءاً من إعادة تفعيل المقاطعة العربية من الدرجة الأولى والثانية والثالثة، ودعم الشعب الفلسطيني وتثبيته في القدس خاصة وفي فلسطين عامة، ومواصلة الحصار السياسي والدبلوماسي لحكومة الكيان الصهيوني والعمل على عزلها في الساحة الدولية كي تتوقف عن هذه السياسات والإجراءات، وتسلم بضرورة تنفيذ الشرعية الدولية بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء سياسة تغيير المعالم العربية والإسلامية والتركيب الديمغرافي للقدس.

الآن يتأكد ضرورة التوجه العربي للأمم المتحدة لإتخاذ إجراءاتها اللازمة بشأن الموقف الأمريكي الصهيوني والعمل على إصدار قرارات ملزمة من مجلس الأمن، وفق البند السابع، لوقف وإنهاء سياسة التسويف والإنتظار للجهود الدولية، لأن القدس ومقدساتها هي جزء من العقيدة، والمس بها أمر جلل وخطير، لن يسكت عنه أحد، وسيشعل حرباً دينية مقدسة لن تكون ساعتها تحت السيطرة، وسيتطاير شررها ليصيب الجميع دون إستثناء، إن ما تقوم به سلطات الإحتلال من ممارسات وإستهدافات يومية للمقدسات يمثل اعتداء على التراث الإنساني، وجرائم حرب يجب أن تتوقف فوراً، وأن يعاقب الاحتلال عليها أمام المحاكم الدولية، وعلى الأمم المتحدة ومنظماتها ووكالاتها المختصة القيام بدورها في حماية هذا التراث الإنساني، وفرض الحماية الدولية للمقدسات الإسلامية والمسيحية على السواء، والتأكيد على الوصاية الهاشمية وأن القدس مدينة فلسطينية عربية وعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.

 

 

 

التعليقات على خبر: المسلسل الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على القدس وطمس هويتها (3-3)

حمل التطبيق الأن